أغاني البنات
منذ أقدم العصور ، وللبنات نظم خاص من الغناء ، يجري مجرى التفعيلة والجرس الموسيقي ، وإن اختلفت البيئات واللهجات ، فهو يعبر عن المشاعر ، حسب بيئة كل نظم ، فمنه الحضري والبدوي .
وإذا تتبعنا هذا النظم ، فإننا نلمس التطور الذي طرأ على أغنية البنات من عصر إلى عصر، فمثلاً : الخنساء قالت في
أخيها صخر ::
وأن صخراً لوادينا وسيدنا وإنه حين نشتو لنحارُ
شهاد أندية هباط أودية رفاع ألوية للجيش جرارُ........
إلى آخر القصيدة ،،،، وإني أعتبر هذا
من أغاني البنات
لأن اللغة في العصر الجاهلي كانت هكذا ...
أما في السودان ، فأغنية البنات تطورت تطوراً سريعاً ، وذلك لأن التطور السياسي والإجتماعي ، كان سريعاً أيضاً .
ففي العصور التي سبقتنا ، كان النمط الغنائي للبنات يصف
الرجولة والشجاعة والكرم ، ويتصف بالحماس . فتسمع مثلاً
يسلم لي خال فاطنة .............................
ياخريف الرتوع ***** اب شقة قمر السبوع
فوق بيتو بسند الجوع *** أخويا قشاش الدموع
ويسير التطور بهذا الطراز ، إلى : _ ....
تمساح أب كبلو ***الضارب الليـــه
ببلع جب وجب *** لخصيمو جِدْ ليه
وفي كردفان تجد الحِِنيّة أكثر وضوحاً في أغاني البنات ،
زولاً سرب سربة *** خت الجبـــال غربَة
أدوني لي شــــربة *** خلوني النقص دربة
دار أم بادر ياحليلة
ومع تطور المجتمع ، تطورت أغنية البنات ، لتكون
أكثر جرأةً ، ،،،،،، مثل :
أذاي الليلة وبراي الليلة
حِرِقْت بي نار الكماين ديلة
مشيت للعمدة ** قال لي ما بمضة
بريـــــد الزول **الحماني الغمضة
مشيت للقاضي ** قال لي مافاضي
بريد الزول ** الحماني رقادي
إلى آخرها ، فإنك تجد نظماً سليماً وجرساً موسيقياً رائعاً ، ثم
بعد ذلك قفزت إغنية البنات (بالزانة) لتصل طور التحدي ، وذلك في :
ياتوبي الشفوني ** الغيــــرت لوني
عشــان بمشي وبجيكم أهلك أحرجوني
لقيتو في النجيــلة ** بالردا والفنيــلة
أنا جيت أشاغلو ** عمل الكورة حيلةلله درك !!
من متحدية ، شجاعة ، ياله من تحدٍ سافر ، إنه
تعبير عن المشاعر ، وبدون خجل !!!
ثم بعدها ظهر التدرج السريع ، لنصل إلى :
جاياك جاياك يا أب شرا
جايا أفتو معاك يا أب شرا
بي ضرا ياأب شرا
إن شاالله راجل مره
ياأب شرا
إلى أن وصل بنا الأمر ، إلى :
راجل المره دا حلو حلا
وخلاصة قولي إني لو تطرقت لكل أغاني البنات في الفترة من العهد التركي إلى عهد الإنقاذ اليوم ، لأحتجت إلى مجلدات
والذي ذكرته قليل قليل جداً من كثيرٍِ كثير جدا …
(يونس)
منذ أقدم العصور ، وللبنات نظم خاص من الغناء ، يجري مجرى التفعيلة والجرس الموسيقي ، وإن اختلفت البيئات واللهجات ، فهو يعبر عن المشاعر ، حسب بيئة كل نظم ، فمنه الحضري والبدوي .
وإذا تتبعنا هذا النظم ، فإننا نلمس التطور الذي طرأ على أغنية البنات من عصر إلى عصر، فمثلاً : الخنساء قالت في
أخيها صخر ::
وأن صخراً لوادينا وسيدنا وإنه حين نشتو لنحارُ
شهاد أندية هباط أودية رفاع ألوية للجيش جرارُ........
إلى آخر القصيدة ،،،، وإني أعتبر هذا
من أغاني البنات
لأن اللغة في العصر الجاهلي كانت هكذا ...
أما في السودان ، فأغنية البنات تطورت تطوراً سريعاً ، وذلك لأن التطور السياسي والإجتماعي ، كان سريعاً أيضاً .
ففي العصور التي سبقتنا ، كان النمط الغنائي للبنات يصف
الرجولة والشجاعة والكرم ، ويتصف بالحماس . فتسمع مثلاً
يسلم لي خال فاطنة .............................
ياخريف الرتوع ***** اب شقة قمر السبوع
فوق بيتو بسند الجوع *** أخويا قشاش الدموع
ويسير التطور بهذا الطراز ، إلى : _ ....
تمساح أب كبلو ***الضارب الليـــه
ببلع جب وجب *** لخصيمو جِدْ ليه
وفي كردفان تجد الحِِنيّة أكثر وضوحاً في أغاني البنات ،
زولاً سرب سربة *** خت الجبـــال غربَة
أدوني لي شــــربة *** خلوني النقص دربة
دار أم بادر ياحليلة
ومع تطور المجتمع ، تطورت أغنية البنات ، لتكون
أكثر جرأةً ، ،،،،،، مثل :
أذاي الليلة وبراي الليلة
حِرِقْت بي نار الكماين ديلة
مشيت للعمدة ** قال لي ما بمضة
بريـــــد الزول **الحماني الغمضة
مشيت للقاضي ** قال لي مافاضي
بريد الزول ** الحماني رقادي
إلى آخرها ، فإنك تجد نظماً سليماً وجرساً موسيقياً رائعاً ، ثم
بعد ذلك قفزت إغنية البنات (بالزانة) لتصل طور التحدي ، وذلك في :
ياتوبي الشفوني ** الغيــــرت لوني
عشــان بمشي وبجيكم أهلك أحرجوني
لقيتو في النجيــلة ** بالردا والفنيــلة
أنا جيت أشاغلو ** عمل الكورة حيلةلله درك !!
من متحدية ، شجاعة ، ياله من تحدٍ سافر ، إنه
تعبير عن المشاعر ، وبدون خجل !!!
ثم بعدها ظهر التدرج السريع ، لنصل إلى :
جاياك جاياك يا أب شرا
جايا أفتو معاك يا أب شرا
بي ضرا ياأب شرا
إن شاالله راجل مره
ياأب شرا
إلى أن وصل بنا الأمر ، إلى :
راجل المره دا حلو حلا
وخلاصة قولي إني لو تطرقت لكل أغاني البنات في الفترة من العهد التركي إلى عهد الإنقاذ اليوم ، لأحتجت إلى مجلدات
والذي ذكرته قليل قليل جداً من كثيرٍِ كثير جدا …
(يونس)
