عرف الأدب والفن شخصية القاتل بوصفه "مخلّصاً" منذ "عطيل" في مسرحية شكسبير و"راسكولينكوف" في رواية "الإخوة كارمازوف" لدوستوفيسكي، وكذلك فيالسينما كما قدّمته أفلام "عودة هنبيعل" و"الذئب" و"المحارب الثالث عشر"، وربما نشهد عملاً فنياً عن شخصية الزعيم الليبي معمر القذافي.
يثبت علم النفس أن "القاتل المخلّص" يؤمن بـ"مثل أعلى" في حياته، ويسعى
للدفاع عنه عبر ارتكابه القتل، والقذافي لم يكتف بتقديم مثلٍ أعلى في
كتابه الأخضر، بل كان من أشهر دعاة الثورة في العالم، وكان مثالاً في
التحريض تشهد عليه خطبه المثيرة للجدل لدى أصدقائه وخصومه في آن واحد.
والسؤال حول شخصية القذافي هل هو شخصية انتحارية؟ أم مصاب بجنون العظمة، ومن يرون فيه"انتحارياً" يتوقعون أن يطلق النار على نفسه، بينما من يرون أنه مصاببجنون العظمة يتنبؤون بإحراق بلده، لكن السمة الأساسية لديه هي النرجسية."نرجسية القذافي" تتجسد، حسب "شخصيتهالمسرحية" التي قدّمها للناس على مدار عقود أربعة. "لو كان شخصاً انتحارياً لكان لديه ثقل في الضمير يمنعه من إبداء ذلك المظهر الساخر، ولو كان لديه جنون العظمة لما استطاع تخيل الواقع ولا التعامل مع الأمور بواقعية".
وتشير السمات القيادية للقذافي أظهار خلاف ذلك، فقد
استطاع التعامل مع مجموعة من التحديات وأدارها بطريقة "فعّالة" نوعاً ما
طوال حكمه، وأدرك أن لدى ليبيا مصدرا ثرياً يمكّنه من بناء أي ترسانة
عسكرية يريدها، لكنه لم يفعل ذلك.
مجرد الحديث عن "القذافي
وأقنعته" هو إقرار بأن له أقنعة متعددة ومركبة؛ وبمعنى آخر أنه رجل يحرك
من الأدوات أكثر مما "تحتمل" طاقة البشر. وبمعنى ثالث، أننا إزاء رجل
يعتقد أنه يحرك ذلك القدر الذي يعرفه من الأدوات، في حين قد يكون هو "مجرد
دمية" تتحرك بمجموع حاجة الأدوات العديدة نفسها.
أقنعة القذافي تتعدد -- بوظيفتها، وأهدافها، وأشكالها،
وعلاقة صاحبها بها (وهي العلاقة التي قد تكون بدورها مركبة)، فمنها ما هو
أقنعة "دفاعااتية" لحماية الذات بوصفها وجوداً إنسانياً، وأخرى
لـ"حماية القناعات" التي تشكل عالم تلك الذات، وثالثة للتعامل مع الآخرين.
على كل الأحوال هي ليست أقنعة "للتمثيل"، وككل الشخصيات
المهزوزة أو المضطربة، فإن شخصية متعددة ومركبة الأقنعة مثل القذافي لا
يمكن البحث عنها في بؤرة أو نواة نفسية صلبة تكمن في أعماق النفس، بل هي
مجموع كل تلك الأقنعة ذات الانعكاسات المتناقضة، والتي هي مجموع شظايا نفس
واحدة لم تستوِى في شخصية واحدة".
يثبت علم النفس أن "القاتل المخلّص" يؤمن بـ"مثل أعلى" في حياته، ويسعى
للدفاع عنه عبر ارتكابه القتل، والقذافي لم يكتف بتقديم مثلٍ أعلى في
كتابه الأخضر، بل كان من أشهر دعاة الثورة في العالم، وكان مثالاً في
التحريض تشهد عليه خطبه المثيرة للجدل لدى أصدقائه وخصومه في آن واحد.
والسؤال حول شخصية القذافي هل هو شخصية انتحارية؟ أم مصاب بجنون العظمة، ومن يرون فيه"انتحارياً" يتوقعون أن يطلق النار على نفسه، بينما من يرون أنه مصاببجنون العظمة يتنبؤون بإحراق بلده، لكن السمة الأساسية لديه هي النرجسية."نرجسية القذافي" تتجسد، حسب "شخصيتهالمسرحية" التي قدّمها للناس على مدار عقود أربعة. "لو كان شخصاً انتحارياً لكان لديه ثقل في الضمير يمنعه من إبداء ذلك المظهر الساخر، ولو كان لديه جنون العظمة لما استطاع تخيل الواقع ولا التعامل مع الأمور بواقعية".
وتشير السمات القيادية للقذافي أظهار خلاف ذلك، فقد
استطاع التعامل مع مجموعة من التحديات وأدارها بطريقة "فعّالة" نوعاً ما
طوال حكمه، وأدرك أن لدى ليبيا مصدرا ثرياً يمكّنه من بناء أي ترسانة
عسكرية يريدها، لكنه لم يفعل ذلك.
مجرد الحديث عن "القذافي
وأقنعته" هو إقرار بأن له أقنعة متعددة ومركبة؛ وبمعنى آخر أنه رجل يحرك
من الأدوات أكثر مما "تحتمل" طاقة البشر. وبمعنى ثالث، أننا إزاء رجل
يعتقد أنه يحرك ذلك القدر الذي يعرفه من الأدوات، في حين قد يكون هو "مجرد
دمية" تتحرك بمجموع حاجة الأدوات العديدة نفسها.
أقنعة القذافي تتعدد -- بوظيفتها، وأهدافها، وأشكالها،
وعلاقة صاحبها بها (وهي العلاقة التي قد تكون بدورها مركبة)، فمنها ما هو
أقنعة "دفاعااتية" لحماية الذات بوصفها وجوداً إنسانياً، وأخرى
لـ"حماية القناعات" التي تشكل عالم تلك الذات، وثالثة للتعامل مع الآخرين.
على كل الأحوال هي ليست أقنعة "للتمثيل"، وككل الشخصيات
المهزوزة أو المضطربة، فإن شخصية متعددة ومركبة الأقنعة مثل القذافي لا
يمكن البحث عنها في بؤرة أو نواة نفسية صلبة تكمن في أعماق النفس، بل هي
مجموع كل تلك الأقنعة ذات الانعكاسات المتناقضة، والتي هي مجموع شظايا نفس
واحدة لم تستوِى في شخصية واحدة".