انا والجراز في عنقي ومابي حاجه الي مؤنس.
يقال ان المتنبي بعدما ادعي النبوة وبعد ان استتاب علي يد لؤلؤ اميـر حمص ظل يتجول مابين دمشق ومصر وبغداد بعد ان خرج غاضباً من سيف الدوله بن ابي حمدان الذي لم يدافع عنه حينما اعتدي عليه احدي الرجال في مجلسه بمفتاح علي وجهه وخرج يبحث عن ارض تجود بالهدايه والامان ولكنه لم ينسي سيف الدوله وظل وفياً له ذهب المتنبي الي مصر وانشد كافوراً الاخشيدي مدحاً جميلاً ولكنه لم ينل من الهدايه لذا ترك مصر متوجهاً نحو بغداد وفي الطريق مر بابي نصر بن محمد الحلبي الذي نصح المتنبي بان فاتك بن ابي جهل الاسدي يترصد به ليقتله لانه اساء لابن شقيقته وقد كان المتنبي شديد العارضة فصيح اللسان زماً ومدحا لذا كان له العديد من الاعداء وذلك بسبب (كسير الثلج الذي كان يفعله مع الملوك انذاك.فاصر ابي ناصر علي الا يذهب المتنبي وحده لانه يعلم قساوة فاتك وعزمه فرفض المتنبي ان يذهب في حراسه لانه لايريد ان تنتشر عنه اخبار تدل علي خوفه من بني اسد وحينما اصر ابي ناصر انشد المتنبي متحدياً بعد ان لام ابي ناصر علي خوفه عليه من عبيد العصا علي وصفه .فقال
انا والجراز في عنقي فمابي حاجه الي مؤنس
وسار وحيداً يتبعه ابنه محسد وغلامه فالح فلحق به فاتك وقتله مع ابنه وغلامه في الطريق .
لم يقتل المتنبي الا بلسانه وهو الشاعر الذي هز لغة الضاض بفصاحه نطقه وعظيم نظمه ولكنها زلة اللسان التي تقسوا علي مخاليق الله وناسواوقد كان المتنبي يستند في ذلك علي قربه من الملوك لذا كان شديد التعرض لمن يختلف معهم كل ذلك لان اقول ان المتنبي لو اشيعت عنه فضائل العلائق الجميله ورقيق التواصل مع ناسه لما تعرض لموتته هذه وفي ذلك عظة لم يفهمها القزافي الذي مافي شك انه نقل شعبه الي وضع افضل بكثير من حيث الاقتصاد ولكنه ظل جاسماً علي صدور الناس بقساوة لفظه الذي استعدي الجميع فقد خسر كل من في قلبه زرة تضامن ولو كيتاً في امريكا وفرنسا وبريطانيا لانه لم يدع لنا زرة للتضامن بالفاظه وافعاله التي وصف فيبها شعبه بالجرزان والمهلوسين ولم يقف عند ذلك بل ظل يضرب فيهم بوابل الطائرات وكانهم مشهد من فلسطين التي تتعرض لهكذا ضرب حتي اوصلنا القزافي الي حقيقه ان ابن جلدتنا حينما يستبد يصل ابعد من مراحل الدموية التي وصلتها اسرائيل ووصلها هتلر في محرقة النازية وهكذا فان السلطة المطلقة مفسدة مطلقة يستحيل معها ان يظن الحاكم انه انسان مثله والاخرين له اجل وميقات وانما يزداد في تكبره كلما طالبه الاخرين بالاصلاح وخدمة شعبه وعامه الناس لذا لن تجد ان هنالك من حزن علي النهايات التي طالت حسني مبارك وزين العابدين وفي الطريق القزافي لانهم لم يحسنوا الي شعوبهم بل عدوهم فيران حبسوهم في سجونهم وبيوت الاشباح حتي لاتقوم الفيران بميزتها في الخراب ولن نحزن لفراق اي متسلط ولو كان ذلك علي يد دول الغرب لان ظلم زوي القربي اقسي وواوجع ياسادة الاباطرة والحكام لذا علي الحكام ان يستانسوا بالخير والجهد والعمل الصادق لشعبهم لانه لو انتفض الشعب فلن تنفعهم عددهم وتحصيناتهم من الشعوب لان الفيران لها قدرة الحركه والانتشار وكما لم ينفع المتنبي سيفه فلم ينفع حكامنا سواء كتابهم لان الشعوب اذا ارادت الغير فلن يقف في طريقها من مانع لانها تتسلح بالتطلع الي الحرية والحياة الكريمة وقد صور ذلك الشاعر التونسي الشابي
اذا الشعب يوماً اراد الحياة فلابد ان يستجيب القدر
مع الادراك التام بالتطور العالمي للتعامل مع الاحداث وبالذات الاحداث الدموية حيث اضحت هنالك منظمات لها سلطات واسعه علي مستوي النظام العالمي كمجلس الامن والتحالفات الانسانيه والتي ليس بالضرورة ان يكون لها هدف واحد ومعلن
عدل سابقا من قبل دفع الله عبداللطيف في الأربعاء مارس 23, 2011 5:53 am عدل 3 مرات