اشتهر الاعراب بالحكمة والبلاغة والشجاعة في النطق بالحق وقد كانوا اهل زكاء وفراسة لمن يمنعهم من ذلك أميـر او سلطان وتحفل القصص والكتب بالعديد من القصص الرائعة التي تجسد العديد من مواقف البلاغة والجسارة وطيب الخاطر والعفو .
ويحكي . في عهد هارون الرشيد أميــر المؤمنين
دخلت امراة الي الرشيد وكان مع اعيان من رجال الدولة وقد تعود امراء الاسلام والعرب انذاك ان يهتموا بمجالسة العلماء والادباء والاستعانة بحكمهم وقالت بعد التحية ياأميــر المؤمنين اقر الله عينك وفرحك بما اتاك واتم سعدك لقد حكمت فقسطت.
فسالها هارون من تكونين فقالت من ال بــرمك من قتلـت رجالهــم واخذت اموالــهم فقال اما الرجال فقد نفذ فيهم حكم الله اما المال فمردود عليــك. وهنا تتجلي حكمة شجاعة المراة في النطق بالحق والدفاع عنة وتسموا قيمة واريحية هارون الرشيد0 التفت هارون الرشيد الي الحاضرين وقال اتدرون ماقالت هذه المراة فقالوا ماقالت الاخيـــراً
قال لهم هارون اتو مافهمتو قصدها
فقولها اقر الله عينك بمعني اسكنها عن الحركة وسكون العين عن الحركة العمي. واما قولها فرحك بما اتاك تقصد به قوله تعالي (حتـي اذا فرحوا بما اتوا اخذناهم بغته فاذا هم مبلسون) اما قولها اتم الله سعـدك فاخذته من قول الشــاعر
اذا تـم امر بدا نقصــه توقع زوالاً اذا قيـل تم
اما قولها حكمت فقسطت فاخذته من قوله تعالي (اما القاسطون فكانوا لجهنم حطبا) فتعجب الحاضرون من بــلاغة المراة
ومن فطنة هارون الرشيد
وهذه القصة تعد حبلي بالحكمة التي هي ضالتنا جميعاً
ومن القصص التي تحكي عن بلاغة ابانواس
ان هارون شاهد ابانواس وفي يده زجاجة خمر فساله ماذا في يدك ياابانواس
فاجاب زجاجة لبن ياأمير المؤمنين
فقال الخليفـة هل اللبن احمــر
فقال احمرت خجــلاً منك يا أمير المومنين
فاعجب الرشيد من بداهته وعفا عنه
وفقنا الله جميعأ ولكم مودتـي وتقديري