في عام 1968م كنا في السنة الرابعة الأولية (مرحلة الأساس حالياً) ، وكان من ضمن الأناشيد والمحفوظات التي درسناها وحفظناها (نشيد صديقنا منقو زمبيري) الذي ألفه الشاعر (عبدالطيف عبدالرحمن)
أنت سوداني وسوداني أنا
ضمنا الوادي فمن يفصلنا
(منقو) قل لاعاش من يفصلنا
قل معي لاعاش من يفصلنا
وكان المدرس يشرح النشيد بالاسلوب الذي تستوعبه عقولنا (عقلية تلميذ الصف الرابع) ، ولا أنسى كلامه عن الجنوب ، وأسباب كرههم للعرب ، بسبب (التبشير) ، والأفلام التي كان يروجها المستعمر (الإنجليزي)
عن العلاقة التي كانت سائدة (بين العرب والزنوج) ، وكان الأستاذ يتكلم عن بوادر الإنفصال ، والتي طالبت
بها (حركة أنانيا 1) ، ولكن بعد أن كبرنا ، ووجدنا فعلاَ (نظرة الشمالي للجنوبي ، ونظرة الجنوبي للشمالي)
لم يكن بينهما تقارب ، فالشمالي في داخله إحساس بعروبته المتغطرسة ، والتي تأصلت فيه منذ العصر الجاهلي
والجنوبي في داخله إحساس بأنه محكوم (تحت سلطة الشمالي العربي) ، وبانه مهمش ، والأعمال التي كان
يؤديها ، (يأنف) منها العربي ، مثل (الألتا) ، فعلاً كان (عملا مشينا) .. ولكن الجنوبي لايعرف التقاليد والعادات العربية ، (قال لي أحد الجنوبيين لماذا لانتزوج من بنات العرب ؟؟؟) الحقيقة حرت في الإجابة على سؤاله ، لأن (عقدة العربي متأصلة فيّ أنا الآخر) . وأنا متأكد أنه لو تقدم جنوبي لخطبة بنت من الشمال
لقوبل بالرفض !!!!!!!! وهنا تحضرني قصة موقعة (ذي قار) والتي دارت رحى حربها بين العرب والفرس
في العصر الجاهلي ، (وأسبابها خطوبة فتاة) .. كان النعمان بن المنذر ملكاً على الحيرة وقد ولاه هذا الحكم
(كسرى ملك بلاد فارس) والنعمان يعتبر تابعا (لسلطة) كسرى ، أراد كسرى أن يمن على العرب بمصاهرته
إياهم ، وأن ينزل عن مستواه (ملك فارس) ليتزوج عربية ، وخطب من النعمان (إحدى بناته ) لتزداد أواصر
المحبة بينهما ، فاندهش النعمان وطار لبه ، وقال للملك (((إن العرب لاتزوج بناتها للعجم))) !!!!!!!!!!!!!!
ووقعت الحرب بينهما ... هذه العقدة لايعرفها الجنوبي لأن عاداته وتقاليده غير هذه العادات التي تربى عليها
الشمالي ، ولهذا فهو يحس بنفسه أقل من الشمالي ، لقد عايشناهم ، ولمسنا فيهم هذا عن قرب ...
فالوحدة بين الشعوب لها مقومات معروفة : الثقافة المشتركة ، واللغة ، والدين ، والعادات ، والتقاليد ......
وكل هذه مفقودة بين الشمال والجنوب ....
(يونس)
أنت سوداني وسوداني أنا
ضمنا الوادي فمن يفصلنا
(منقو) قل لاعاش من يفصلنا
قل معي لاعاش من يفصلنا
وكان المدرس يشرح النشيد بالاسلوب الذي تستوعبه عقولنا (عقلية تلميذ الصف الرابع) ، ولا أنسى كلامه عن الجنوب ، وأسباب كرههم للعرب ، بسبب (التبشير) ، والأفلام التي كان يروجها المستعمر (الإنجليزي)
عن العلاقة التي كانت سائدة (بين العرب والزنوج) ، وكان الأستاذ يتكلم عن بوادر الإنفصال ، والتي طالبت
بها (حركة أنانيا 1) ، ولكن بعد أن كبرنا ، ووجدنا فعلاَ (نظرة الشمالي للجنوبي ، ونظرة الجنوبي للشمالي)
لم يكن بينهما تقارب ، فالشمالي في داخله إحساس بعروبته المتغطرسة ، والتي تأصلت فيه منذ العصر الجاهلي
والجنوبي في داخله إحساس بأنه محكوم (تحت سلطة الشمالي العربي) ، وبانه مهمش ، والأعمال التي كان
يؤديها ، (يأنف) منها العربي ، مثل (الألتا) ، فعلاً كان (عملا مشينا) .. ولكن الجنوبي لايعرف التقاليد والعادات العربية ، (قال لي أحد الجنوبيين لماذا لانتزوج من بنات العرب ؟؟؟) الحقيقة حرت في الإجابة على سؤاله ، لأن (عقدة العربي متأصلة فيّ أنا الآخر) . وأنا متأكد أنه لو تقدم جنوبي لخطبة بنت من الشمال
لقوبل بالرفض !!!!!!!! وهنا تحضرني قصة موقعة (ذي قار) والتي دارت رحى حربها بين العرب والفرس
في العصر الجاهلي ، (وأسبابها خطوبة فتاة) .. كان النعمان بن المنذر ملكاً على الحيرة وقد ولاه هذا الحكم
(كسرى ملك بلاد فارس) والنعمان يعتبر تابعا (لسلطة) كسرى ، أراد كسرى أن يمن على العرب بمصاهرته
إياهم ، وأن ينزل عن مستواه (ملك فارس) ليتزوج عربية ، وخطب من النعمان (إحدى بناته ) لتزداد أواصر
المحبة بينهما ، فاندهش النعمان وطار لبه ، وقال للملك (((إن العرب لاتزوج بناتها للعجم))) !!!!!!!!!!!!!!
ووقعت الحرب بينهما ... هذه العقدة لايعرفها الجنوبي لأن عاداته وتقاليده غير هذه العادات التي تربى عليها
الشمالي ، ولهذا فهو يحس بنفسه أقل من الشمالي ، لقد عايشناهم ، ولمسنا فيهم هذا عن قرب ...
فالوحدة بين الشعوب لها مقومات معروفة : الثقافة المشتركة ، واللغة ، والدين ، والعادات ، والتقاليد ......
وكل هذه مفقودة بين الشمال والجنوب ....
(يونس)